فيضانات السودان تنذر بكارثة.. ارتفاع حصيلة الضحايا وانهيار آلاف المنازل
يعيش السودان كابوسا فمنذ عدة أيام اجتاحت السيول والفيضانات مناطق عديدة أدت بين عشية وضحاها إلى مقتل المئات وتشريد الآلاف.
أخبار متعلقة

فيضانات السودان.. ارتف يأتي هذا في ظل استعدادات أقل من المطلوب لمواجهة احتمالات فيضانات جديدة يتوقع أن تكون تأثيراتها أكبر من تلك التي حدثت عامي 2020 و2021، والتي أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.
وشهد مجرى النيل في الخرطوم انكماشاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية بفعل عمليات التطوير المعماري والزراعي التي لم تضع في حساباتها احتمالية تأثير ذلك على مستوى المياه في مناطق اخرى وما يصاحبه من تهديد كبير على أرواح وممتلكات الناس. وأقرت سلطات ولاية الخرطوم بضعف الاستعدادات لمواجهة الفيضانات وآثار موسم الأمطار المحتملة؛ وقال الوالي المكلف في إفادات إعلامية إن الاستعدادات أقل من المطلوب بسبب نقص التمويل؛ مشيرا إلى الحاجة الملحة لإيجاد التمويل اللازم لعمل الردميات والحواجز الواقية القادرة على التعامل مع إرتفاع مناسيب النيل. ولا تنفصل مشاكل الخريف المتكررة عن تهالك البنية التحتية في الخرطوم التي يسكنها نحو 9 ملايين نسمة.[1]
ويؤكد مختار عمر صابر مدير عام الطرق والجسور بوزارة البنية التحتية بولاية الخرطوم أن مياه الخريف غالبا ما تشكل عبئا ملحوظا على البنية التحتية من طرق وشبكات مياه وصرف صحي. ويوضح صابر أن الطبيعة التيموغرافبة للخرطوم لا تساعد على انسياب المياه بالشكل المطلوب خصوصا في حالة الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات. وفي ظل ارتفاع مناسيب المياه تتزايد المخاوف في أوساط السكان خصوصاً في المناطق الواقعة جنوب الخرطوم والتي عادة ما تكون أكثر تأثراً. ويبدأ موسم الأمطار في السودان عادة في يونيو ويستمر حتى نهاية سبتمبر، وتبلغ الفيضانات ذروتها في أغسطس وسبتمبر.
وقال محمود علي وهو من مواطني حي الكلاكلة بجنوب الخرطوم إن سكان المناطق القريبة من مجري النيل الأبيض يراقبون الوضع عن كسب وينظمون دوريات ليلية يشارك فيها الشباب لمراقبة اي خطر محتمل. وأوضح علي أن تجربة العامين الماضيين كانت قاسية عليهم، إذ فقد الناس ارواحا وممتلكات وواجهوا العديد من الأمراض والأوبئة بسبب تراكم المياه وسوء الأحوال البيئية.
الخسائر
منذ الأسبوع الثاني من أغسطس أسابيع تعيش مناطق واسعة في شمال ووسط البلاد مأساة كبيرة بسبب السيول التي اجتاحت أكثر من 250 قرية وأدت إلى مقتل قرابة ال 100 شخص؛ وسط صعوبات بالغة في إيصال المساعدات الإنسانية المقدمة من الخارج ومن منظمات محلية، وذلك بسبب المياه الجارفة التي عزلت
معظم تلك القرى وأحدثت أضراراً بالغة ببعض الطرق الرئيسية.
هذا وقد حذرت السلطات السودانية حذرت من اتساع نطاق الكارثة، خاصة أن 10 ولايات سودانية باتت متضررة، بعدما كان العدد مقتصراً على 6 ولايات. وأضاف أن هناك توقعات باستمرار الأمراض الغزيرة والسيول، علاوة على تهديد ارتفاع مناسيب النيلين في السودان.[2]
ويخشى السودانيون أن تسوء الأوضاع الإنسانية أكثر في ظل الاستعدادات الحكومية الضعيفة والصعوبات اللوجستية الكبيرة التي تواجهها المنظمات الطوعية المحلية والدولية. وتمتد المخاوف إلى التدهور البيئي المريع وتوالد الناموس والذباب والنقص الكبير في المياه الصالحة للشرب بات الوضع الصحي يشكل الهاجس الأكبراع حصيلة الضحايا وانهيار آلاف المنازل

ارتفعت حصيلة ضحايا السيول في السودان إلى 89 قتيلا، وانهيار آلاف المنازل في سيول وصفت بأنها الأشد منذ عشر سنوات.
في ولاية الجزيرة لوحدها، أفاد مراسل "الحرة" بمقتل 14 شخصا جراء الأمطار الغزيرة والسيول خلال الفترة من 11 يوليو وحتى 23 أغسطس الجاري وفقا لأرقام صادرة عن اللجنة الفنية لطوارئ الخريف في الولاية.
وأظهرت إحصاءات استعرضتها اللجنة في اجتماعها بحضور وفد من منظمة الصحة الاتحادية ومنظمة الصحة العالمية، تأثر 10688 أسرة وانهيار 3684 منزلا بشكل كلي و7012 بشكل جزئي إلى جانب انهيار 12 مرفقا حكوميا.
كما فقد الآلاف في مدينة المناقل الزراعية والقرى المجاورة منازلهم وممتلكاتهم. وتقع المناقل على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي العاصمة الخرطوم وتصطف على جانبيها قنوات ري تفيض منها المياه، وفقا لرويترز
وعلى مستوى البلاد، تضرر أكثر من 150 ألف شخص جراء السيول حتى الآن هذا العام، وهو ضعف العدد في المرحلة نفسها من موسم الأمطار في العام الماضي، حسبما تقول الأمم المتحدة.
وبحلول نهاية موسم الأمطار، الذي يستمر عادة في سبتمبر، تتوقع الأمم المتحدة أن يتأثر ما لا يقل عن 460 ألف نسمة نتيجة هطول الأمطار الغزيرة وشح وسائل تخفيف الأزمة، وهو رقم أعلى من عدد المتضررين في معظم السنوات السابقة.
وشكا سكان من صعوبة الحصول على ماء الشرب والغذاء مع انقطاع معظم المساعدات بسبب المياه التي وصل ارتفاعها إلى مترين في بعض الأماكن.
وتعهد سفراء الدول الخليجية ومصر والأردن في الخرطوم في اجتماع، الأربعاء، بتقديم الدعم اللازم للمتضررين من السيول وفق خطوات تنفيذية واضحة في جميع المناطق المتضررة في السودان.
وتأتي أزمة السيول في وقت يعاني السودان، إحدى أفقر دول العالم العربي والغارق في أزمات سياسية واقتصادية منذ سقوط الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، من اضطرابات مستمرة منذ الانقلاب العسكري الذي نفذ في 25 أكتوبر الماضي.
وأكثر الولايات تأثرا بالفيضانات، نهر النيل في شمال البلاد وكسلا في الشرق وجنوب كردفان وجنوب دارفور في الغرب، وفقا لفرانس برس

اضف تعليقاً عبر:
الابتسامات